مرحلة الدعوة
وهنا تبرز مرحلة مهمة في الصناعة البشرية في حياة نبينا صلى الله عليه وسلم
لقد ضرب لنا نبينا عليه الصلاة والسلام أروع الأمثلة في كيفية تلك الصناعة البشرية
فعندما بدأت مرحلة الدعوة وذلك حينما أتاه جبريل عليه السلام من ربه ويحمل معه رسالة التبليغ لنبينا صلى الله عليه وسلم وقام بها نبينا خير قيام حتى نزل قوله تعالى في آخر حياة نبينا " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليك نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"
للمتأمل في تلك المرحلة الصعبة والحياة الشاقة لنبينا صلى الله عليه وسلم في سبيل نشر الدعوة وتبليغ الرسالة سيستخلص أمور عظيمة في طرق ووسائل التربية والنشأة الصحيحة للصناعة البشرية والتي وربي عجزت عنها أعظم حضارات الدنيا وأكبر جهابذة رجالات التربية وعلم النفس
فهذا هو نبينا صلى الله عليه وسلم وقت بدء الدعوة ومرحلة التبليغ توصد البواب أمامه وتقابل دعوته بالرفض من قريش حتى شخصه صلى الله عليه وسلم لم يستثنى أمام قريش فلقد عاملوه بشتى أنواع الرفض واستخدام شتى الوسائل لمنعه صلى الله عليه وسلم
لقد تعرض نبينا للأذى من قبل كفار قريش,فمنهم من سبه ومنهم ضربه ومنهم من ازدراه به بكافة أنواع الاستهزاء والتهكم والسخرية
لقد اتهموه صلى الله عليه وسلم بالسحر والشعر والجنون, ومع هذا كله ماذا كان موقفه صلى الله عليه وسلم
لقد كان موقفه موقف الصابر على الأذى في سبيل تحقيق غاية كبرى ألا وهي نشر عقيدة التوحيد
هنا يمكنا أن نستخلص قاعدة مهمة في الصناعة البشرية ألا وهي " عدم الانتصار للنفس في سبيل نشر الدعوة" وبالإمكان القياس عليها في كثير من الأمور الحياتية ومنها " عدم الانتصار للنفس في سبيل تحقيق أي هدف حميد كنشر قيمة أو خلق أو تعديل سلوك … الخ"
كم هي مليئة حياة نبينا صلى الله عليه وسلم بأمور لو تمسكنا بها لكنا سادة العالم في زماننا ولتفوقنا على كثير من تلك الدول المتقدة والمسماة بدول العالم الأول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق