باختصار

حروف وكلمات من نتاج فكر ذا فصول متغيره ، وقد تكون واقعا او نسج خيال وللجميع الحرية في كيفية التلق

الأربعاء، نوفمبر 04، 2009

الصناعة البشرية 3-6




لقد أثرت لك النشأة في نبينا صلى الله عليه وسلم فلقد تعلم منها حياة الشدة والقسوة والمتاعب كما هو حال تلك الصحراء
لقد اكتسب نبينا صلى الله عليه وسلم القوة والجلد على شظف العيش من خلال تلك الحياة.
بقي صلى الله عليه وسلم حتى سن الفطام عن حليمة السعدية والتي لم تزل متشبثة به صلى الله عليه وسلم حتى بعد انتهاء زمن الرضاعة
فلقد طلبت من أمه آمنة بنت وهب أن يبقى عندها لما حصلت عليه من بركة بقائه صلى الله عليه وسلم.
من هنا يبرز لنا بعض العوامل المؤثرة في الصناعة البشرية ومنها توفير الحياة النظيفة من كل ما يعكر صفو البيئة الطبيعية من ملوثات الحياة وذلك بإيجاد بيئة نظيفة كما هي الصحراء .
أيضا غرس مفهوم الشدة والصبر والجلد في نفس الطفل ونبذ حياة الترف والتنعم وهذا عامل مهم في الصناعة البشرية.
بعدها يعود نبينا صلى الله عليه وسلم إلى خلد أمه بعد أن قضى تلك السنين في مضارب بني سعد.
لم يلبث طويلا حتى توفيت أمه آمنة بنت وهب والتي بموتها فقد حبيبنا صلى الله عليه وسلم الرافد المهم في الصناعة البشرية.
استقر بعدها عند جده لأبيه عبد المطلب بن هاشم والذي قدمه على كثير من أبنائه في المعاملة والحنان وكان وقتها عمره لا يتجاوز السادسة.
لم يمكث نبينا صلى الله عليه وسلم كثيرا عند جده عبد المطلب وذلك لوفاة جده .
انتقل بعدها إلى كفالة عمه أبو طالب وهو ابن الثامنة من العمر, لتبدأ مرحلة أخرى مهمة في الصناعة البشرية في حياته صلى الله عليه وسلم.
كان أبو طالب رؤوفاً بابن أخيه ولكنه كان قليل الحيلة فقد كان ذا قلة مال وكثرة عيال.
رغب نبينا صلى الله عليه وسلم في العمل ليعاون عمه أبا طالب ويساعده على توفير لقمة عيش لأولاده.
لقد عمل نبينا صلى الله عليه وسلم برعي الأغنام لأهل مكة وهو كما قال "كنت أرعاها بقراريط لأهل مكة"
برزت هنا إحدى العوامل المهمة في الصناعة البشرية لنبينا صلى الله عليه وسلم ألا وهي تحمل المسؤولية في الصغر والمشاركة في هم الأسرة ليتفتق عنها إصرار في أثبات تحمل الذات للمسؤولية الأسرية والمحاولة في رقيها من خلال ذلك العمل.
لقد عمل نبينا صلى الله عليه وسلم في رعي الأغنام , وكم نعلم ما يترتب على ذلك العمل من متاعب ومشقة وكلها كفيلة في صقل النفس البشرية على الصبر وتحمل المشاق في أقسى الظروف.
فكم نحن محتاجون أن نغرس تلك القيم والمفاهيم في أبناءنا اليوم والذين لا يكادون أن يعوا مسؤوليات أنفسهم ناهيكم عن الوعي في أحساس وتحمل مسؤوليات أسرهم ومجتمعاتهم.
لقد ضرب لنا نبينا صلى الله عليه وسلم أمثلة رائعة عندما عمل وتحمل المسؤولية في سن صغير له أولياته من الحس الطفولي لدى الكثير منا , وأثبت صلى الله عليه وسلم منعطفا هاما في الصناعة البشرية في سن صغير.

ليست هناك تعليقات: