باختصار

حروف وكلمات من نتاج فكر ذا فصول متغيره ، وقد تكون واقعا او نسج خيال وللجميع الحرية في كيفية التلق

الخميس، يناير 21، 2010

الأسرة وبعض الواقع "1-2"



إن في هذه الدنيا بكل ما فيها من أحداث سواء أكان على نطاق ضيق كالمجتمع الصغير أو من خلال نطاق واسع كشعوب ودول للمتأمل وقفات تثير الكثير من الأسئلة حول فهم هذه الدنيا وكيفية الموائمة نحو العيش فيها وفق كثير من متطلباتها والتي أصبحت محل لكثير من الاختلاف في سلوكيات البشر وبالتالي إثارة العجائب حول كل تفسير كل شيء أمامنا ومن تلك الأشياء هي مجتمعاتنا الصغيرة وبشكل أدق " الأسرة الواحدة" وما يحدث فيها من صراعات سواء أكانت حسية أو معنوية
لن أسترسل في تأصيل مسألة الأسرة وفروعها بقدر ما أريد أن يتضح مفهوم الأسرة بكل أحجامة.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم " ما من مولود إلا ويولد على الفطرة.......
لو قصرنا الحديث هنا على مسألة " الفطرة ودور الأبوين فيها سلبا وإيجابا بغض النظر عن تغيير الدين بحكم أننا مجتمعات مسلمة ولا يكاد يوجد فيها التحول الديني أو الردة وان وجود فهو يأخذ حكم الشاذ
أتساءل دائما ما الفطرة المقصودة بهذا الحديث وأجد نفسي أصنفها في أشياء كثيرة أهما الدين والذي هو أساس كل فضيلة وبالتالي تندرج كل الأشياء الايجابية تحته كالأخلاق والصلاح إلى غيره
لكن السؤال إلي يحتاج إلى نقاش ما دور الأسرة في تغيير الفطر؟
بالنظر إلى المجتمعات العربية وخاصة الخليجية منها ذات الطابع المشترك في كثير من العادات والتقاليد سنجد الكثير من الأشياء التي تحتاج إلى التأمل في واقعها لأننا نلمسها دائما سواء داخل الأسرة الواحدة أو في المجتمع الصغير " الحي " أو على نطاق واسع في الدولة من خلال القنوات الإعلامية " المسموعة والمرئية والمقروءة " وحينما نتأمل كل ما يحدث حولنا نتساءل من المسئول؟

واقع أسرة:
سمير شاب مجد ومتفاني في عمله طموح يتطلع إلى حياة سعيدة ملؤها الود والفرح
ألتحق بإحدى الشركات الكبرى وأصبح ذا مكانة اجتماعية مرموقة بين أقرانه ، وأراد أن يكمل نصف دينه ، فطلب من أمه أن تختار له زوجه مناسبة
وبالفعل وجدت أمه الزوجة المناسبة كما تراها هي دون أن يكون له رأي
أراد سمير أن يرى زوجته وفق ما تعلمه في حياته من تعاليم الدين الحنيف وهو هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم
فاتح والدته بأمر رؤية زوجته وما كاد يكمل كلماته الأولى إلا وقوبل بوابل من الأعراف والتقاليد الحياتية..؟؟؟؟
وكذلك هي حالة الخطيبة فالأمر مرفوض بحكم عرف وتقليد؟
تزوج سمير بعد أن أثقل كاهله كثير من البروتوكولات العرفية ذات الشروط التنافسية القاسية
ما كان من سمير إلا أن يقبلها فالأمر يسير وفق معادلة "تكون أولا تكون" بمعنى " فلان ما هو أحسن منّا"
تزوج سمير ليلى وما أن دخل عليها في ليلتها الأولى بدأ الصراع يجتاحهما بين خيال وواقع ومحاسبة لتلك الأوصاف الخيالية ذات النكهة المزعومة من قِبل أولياء "عرف وتقليد"
أوصاف سراب فتكت بطموحهما في ظل لالالالالا" للفشيلة والفضيحة"
رضخ كل منهما لواقعه معلقين الآمال بأن بقاعدة " الحلو ما يكملش"
أو بمعنى " التنازلات " من اجل الحياة.
مرّت الأيام بحلوها ومرها وكانت بطعم الروتين الممل المعتمد على قضاء الأشياء الأساسية في البيت كـــ " النوم والأكل والشرب وتلبية الاحتياجات الأسرية ذات الضرورة القصوى " ولكن أصبحت "كطعم الكل دون ملح"
حيث أصبح سمير يقضي جل وقته خارج المنزل وأصبحت زوجته مريم تقضي وقتها أمام التلفاز أو الأحاديث الهاتفية مع أهلها أو صديقاتها أو الانشغال في ضروريات المنزل.
رزق سمير ومريم عدة أولاد " أبنين وثلاث بنات" كان سمير ومريم يدركان عظم مسؤوليتهما في تربية أولادهم ولكن وكما قيل " فاقد الشيء لا يعطيه"
فلقد نشأ سمير في بيئة جافة في كل علاقاتها ، أما مريم فلقد عاشت في كنف أمها " الصناعية" ألا وهي الخادمة والتي وفرت كل احتياجاتها العاطفية في ظل انشغال الوالدين .
بيئتان متناقضتان أحدهما أشبة بالصحراء المقحلة والأخرى أشبه بشجر الزينة الاصطناعي
فهل سيثمر الشجر الاصطناعي في الصحراء القاحلة ونجي بعدها الثمر ؟