في ليلة شتاء باردة وصرصرات رياح عاتية كوخ متهالك قد أكل الزمن روحه وعثى بأنفاسه مشتاق الى من يلملم أبعاده ويلطف بحاله يحن الى من يطرق بابه ويرأف بكيانه ولكن.. بات ملاذا لأشباح الظلام وحرافيش اليأس يقبع بينها ذاك البريء؟
عصفور مكسور الجناح ، شاحب المحيا , ذابل الريش , متقوقع بين أحضان اليأس مشهد أليم لذلك العصفور الصغير ألم وحنين صقيع وأنيني غسق دامس وفلق كالح هوس واضطرابات ,وبوح وتمتمات يطوف به خياله فيعيش لحظات نوره المتخافت شيئا فشيئا يخيل له حياته وعنفوان تفاؤله حينما كان طليقا في سماء الحرية3يغدو في صباح مشرق وكله رمق الى بستان مزهر ملؤه الصفاء يجوب في روح ذاك البستان فينتشي أكاليل عبقه يلتقط من حبيبات حصاده ليعيش بها أطياف نسائمه يروح بعدها الى قصره الهانئ عشه وقد أكتنفته رحلة العطاء في وقت قد أدبرت فيه شمس السعي نحو البقاء يخلد الى سكونه وكله تفاؤل بغد مشرق جميل وهنا تنقطع حبال الذكريات الجميلة ويبدأ واقع مخيف يهدد أركان ذلك الكوخ ويزلزل قلب ذلك الطائر الصغير سكون أليم وأصوات صامته تدوي في أذنه ؟
فجأة يرفع راسه ذاك الصغير؟ حينا سمع تلك الخطى البعيدة تقترب شيئا فشيئا شعلة متواضعة تحمل معها أشايء كثيرةتقبل نحو الكوخ إنتعاش وسريان روح نحو الحياة صرير ذاك الباب الخشبي انه ينفتح إنها شمس الحرية قد اتت؟ ولكن ربما الاشتياق لها أخفى في ناظريه تلك المعالم حتى أصبح يسم كل الحرية بتلك الشمس كيان يقبل أليه يدان تمتدان نحوه تمسكان به برفق حاول أن يفزع ويهرب فهو بريء كعادته ووجلا خائفا من كبت الحريات تحدثه نفسه رباه ما أجمل دفئ تلك اليدين رباه ما أعظم عبير تلك النسائم رباه ما أروع حنان تلك الأطياف تحتضنه تلك اليدين وفجأة ينتثر شلال رفقها بل هو شلال مودتها تمتمات تحشرج في صدره ما أعظم ضفائر تلك البريئة تحتضنه وتغطية بشلال ضفائرها تلملم ما تبقى من أنفاسه الضائعة وترويه من ينبوع وفائها
دفئ مخيف تؤرقه أسئلة واقعية تمر في طيفه رباه أيبقى ذاك الدفء أم سيرحل كرحيل حريتي اليافعة
تسير به تلك البريئة إلى خلدها ؟ وتضعه في قفص أحلام حريتها وعظيم أمانيها وتفاؤل حياتها
** يبدوا أن الحريات ستظل مقيدة في أكناف المحبين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق